الصين تدعو لتحرك دولي لتفادي تأثير الحرب الإيرانية الإسرائيلية على الاقتصاد العالمي

حضّت الصين، اليوم الاثنين، المجتمع الدولي على بذل مزيد من الجهود لاحتواء التصعيد المتواصل بين إيران وإسرائيل، محذّرة من انعكاسات النزاع على الأمن الاقتصادي العالمي، ولا سيما أمن الطاقة وسلاسة حركة التجارة عبر مضيق هرمز الحيوي.

وفي مؤتمر صحفي عُقد في مقر وزارة الخارجية في بكين، شدد المتحدث باسم الخارجية الصينية، غوه جياكون، على ضرورة تحرك الأطراف الفاعلة دولياً لمنع الانزلاق نحو مواجهة أوسع نطاقًا، مناشدًا جميع الأطراف بـ"ضبط النفس، والعودة إلى مسار الحلول السياسية"، وفق وكالة "فرانس برس".

وقال غوه: "الجانب الصيني يحضّ أطراف النزاع على منع تكرار التصعيد، والسعي الجاد لتجنب اتساع رقعة الحرب"، مضيفًا أن "الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج يصب في مصلحة المجتمع الدولي بأسره".

قلق على التجارة العالمية

وجاءت التصريحات الصينية في أعقاب تحذيرات متصاعدة من إمكانية إغلاق مضيق هرمز، الذي تمرّ عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية، وسط تهديدات إيرانية باستهداف القواعد العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط رداً على الضربات الأميركية والإسرائيلية الأخيرة.

وكانت قاذفات "بي-2" الأميركية قد ألقت فجر الأحد قنابل خارقة للتحصينات على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، ما دفع طهران إلى التلويح بتوسيع دائرة الرد ليشمل القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة.

وردًا على هذه التطورات، دعا وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الصين إلى لعب دور فاعل في ردع إيران عن إغلاق مضيق هرمز، نظراً لما تملكه بكين من نفوذ سياسي واقتصادي على طهران.

جهود لاحتواء الانهيار

وفي موقف بدا أكثر انخراطًا من المرات السابقة، شدد غوه على أن "الخليج الفارسي والمياه المحيطة به تمثل طرقًا تجارية دولية لا غنى عنها، وأي اضطراب فيها ستكون له تداعيات على سلاسل الإمداد العالمية، وأسعار الطاقة، ومعدلات النمو الاقتصادي الدولي".

وأضاف: "تدعو الصين المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود لمنع التأثير السلبي للنزاع على الاقتصاد العالمي، والعمل على استعادة الاستقرار الإقليمي".

ويستمر التوتر بين إسرائيل وإيران منذ 13 يونيو، حين أطلقت إسرائيل حملة جوية غير مسبوقة استهدفت منشآت داخل إيران بذريعة اقتراب برنامجها النووي من "نقطة اللاعودة"، وفق التصريحات الإسرائيلية. 

وردّت إيران بموجات صاروخية وطائرات مسيّرة استهدفت عدة مناطق إسرائيلية، ما أسفر عن سقوط قتلى ودمار محدود، وسط تحذيرات من انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة.