"أوتشا": نهب المساعدات في غزة سياسة إسرائيلية ممنهجة تدفع نحو المجاعة

"أوتشا": نهب المساعدات في غزة سياسة إسرائيلية ممنهجة تدفع نحو المجاعة
فلسطينيون يتزاحمون للحصول على مساعدات غذائية

أكد تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، اليوم الأحد، أن التصعيد المقلق في حوادث نهب المساعدات الإنسانية في قطاع غزة خلال شهري مايو ويونيو 2025 لا يُعد مجرد نتيجة طبيعية لانهيار الأوضاع، بل يُعبر عن سياسة إسرائيلية ممنهجة تستخدم الجوع والحرمان كأدوات لإحكام سيطرتها وفرض واقع إنساني كارثي على السكان المدنيين.

وأوضح التقرير الأممي أن النهب المتكرر لقوافل الإغاثة لا ينفصل عن تعمّد السلطات الإسرائيلية تعطيل نظام توزيع المساعدات، وذلك من خلال تقويض التنسيق مع وكالات الأمم المتحدة واستهداف شبكات الأمن المحلية المكلفة بتأمين إيصال المساعدات.

وأشار التقرير إلى أن هذه السياسة، المتجذرة في الحصار المستمر على القطاع منذ أكثر من 17 عامًا، أدت إلى انهيار كامل للبنية التحتية الإنسانية والأمنية، ما جعل أكثر من مليوني فلسطيني عالقين في حالة جوع شديد دون أفق واضح للإنقاذ.

تحذير من الانزلاق للمجاعة

وفي هذا السياق، حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، من أن غزة تواجه خطرًا وشيكًا بالانزلاق إلى مجاعة شاملة وفقدان واسع النطاق في الأرواح، ما لم يتم فتح ممرات آمنة وفورية للمساعدات الأساسية.

وقال فليتشر في تصريحات صحفية: "ما نشهده في غزة ليس فقط فوضى إنسانية، بل انهيار ممنهج لسبل العيش الأساسية. نحن أمام خطر مجاعة يتحرك بسرعة، يُفاقمه منع متعمّد لوصول الغذاء والماء والرعاية الطبية".

وأضاف المسؤول الأممي أن المدنيين الذين يخاطرون بحياتهم للحصول على الطعام يتعرضون لهجمات مباشرة، مشيرًا إلى تقارير موثقة تفيد بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت النار على فلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات، ودهست بعضهم بشاحنات عسكرية، في حين سُجلت حوادث طعن خلال محاولات الحصول على حصص غذائية.

وشدد فليتشر على أن الهجمات على الجياع والعاملين في الإغاثة تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ودعا إلى محاسبة المسؤولين عنها فورًا، مشيرًا إلى أن الوضع القائم "غير مقبول على الإطلاق".

الجوع سلاح حرب

ولفت تقرير "أوتشا" إلى أن نهج الاحتلال يتجاوز حدود الحصار التقليدي، ليصل إلى ما وصفه التقرير بـ"التجويع الممنهج كسلاح حرب"، في ظل التدمير المتعمد للمخازن الغذائية، وتعطيل مراكز التوزيع، والتضييق على موظفي الإغاثة، ما جعل إيصال المساعدات شبه مستحيل.

كما وثق التقرير تكرار حوادث مهاجمة المستودعات وقوافل الغذاء قبل وصولها إلى المدنيين، وسط غياب شبه تام لأي تدخل دولي فعّال يمكن أن يوقف هذا الانهيار.

ودعت الأمم المتحدة من خلال التقرير إلى تدخل دولي فوري ومنسق لإعادة تفعيل منظومة المساعدات وضمان الحماية الكاملة للمستفيدين والعاملين في المجال الإنساني، مشددة على أن "السكوت عن استمرار هذه السياسة سيؤدي إلى مجاعة جماعية، وتدهور طويل الأمد لا يمكن احتواؤه لاحقًا".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية

OSZAR »