بعد عقد من الشتات.. النازحون السوريون يغادرون مخيم الركبان إلى قراهم الأصلية

بعد عقد من الشتات.. النازحون السوريون يغادرون مخيم الركبان إلى قراهم الأصلية
مخيم الركبان

غادرت، صباح اليوم السبت، آخر العائلات التي كانت تقيم في مخيم الركبان الحدودي، متجهة نحو مدن وبلدات ريف حمص الشرقي، في مشهد وصفه الأهالي بأنه ختام مرير لفصل طويل من المعاناة والشتات.

أكد خالد حسن، وهو من سكان مدينة القريتين، أن العائلات الأخيرة وصلت إلى القريتين بعد مغادرة مخيم الركبان نهائيًا، موضحًا أن عملية الإخلاء بدأت فعليًا منذ سقوط النظام السابق في ديسمبر الماضي، وتتابعت على مراحل حتى خرج جميع من تبقى من نحو 8 آلاف شخص وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

عودة إلى المجهول

أوضح حسن أن العائلات العائدة نزحت أساسًا عام 2014 من مناطق الشعيرات وريف حمص الشرقي، هربًا من الحملات العسكرية للنظام السابق، وأضاف أن معظمهم لم يجد ما يعود إليه، إذ دُمّرت قراهم ومنازلهم، وسُرقت ممتلكاتهم، ما اضطرهم إلى نصب خيام مجددًا فوق أطلال بيوتهم.

منفى التنف.. وصراع البقاء

أُقيم مخيم الركبان في عام 2014 على مقربة من قاعدة التنف الأمريكية، ضمن منطقة الـ55 كم العازلة على الحدود السورية العراقية الأردنية، وجمع المخيم آلاف العائلات الفارّة من بطش الحرب، وعاش سكانه سنوات طويلة دون بنى تحتية، أو إمدادات كافية من الغذاء والدواء، في ظروف وُصفت بأنها أسوأ من المجاعة.

أُنشئ مخيم الركبان كونخ حلاً مؤقتاً لموجات النزوح من ريف حمص وحماة الشرقي عام 2014، لكنه سرعان ما تحوّل إلى رمز للخذلان الإنساني الدولي، بعد أن تقطعت السبل بقاطنيه في منطقة صحراوية منعزلة قرب مثلث الحدود،  وعلى مدار سنوات، عاش السكان بين سندان الحصار وشح المساعدات الدولية، وتهديدات أمنية من مختلف القوى المتصارعة، ومع تغيّر خريطة النفوذ، بدأ تفكيك المخيم تدريجيًا وسط غياب أي خطط لإعادة الإعمار أو تعويض النازحين.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية

OSZAR »