انتحار الناشطة "ميكايلا راينز".. أنقذت مئات الحيوانات وراحت ضحية للتنمر الإلكتروني
انتحار الناشطة "ميكايلا راينز".. أنقذت مئات الحيوانات وراحت ضحية للتنمر الإلكتروني
أنهت الناشطة الأمريكية في مجال رعاية الحيوانات، ميكايلا راينز، حياتها، عن عمر يناهز 30 عامًا، بعد أن كرّست حياتها لإنقاذ الثعالب والحيوانات الأخرى من الاستغلال والمعاناة، وعملت على تأسيس واحدة من أبرز محميات الثعالب في الولايات المتحدة، وجذبت ملايين المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، أسست راينز عام 2017 منظمة "إنقاذ الثعلب"، وهي محمية غير ربحية مخصصة لإنقاذ الثعالب المولودة في الأسر، وخاصة تلك التي تم استغلالها في مزارع الفراء.
بدأت اهتمامها برعاية الحيوانات منذ الصغر، حين رافقت والدتها، المتخصصة في إعادة تأهيل الحياة البرية، في عملها اليومي، حصلت في سن مبكرة على ترخيص رسمي لتأهيل الحيوانات البرية، وأكملت دراستها في برنامج فني بيطري في جامعة غلوب بولاية مينيسوتا.
عملت راينز على إنقاذ وإعادة تأهيل نحو 150 ثعلبًا خلال سنوات نشاطها، وامتد تأثير مؤسستها إلى آلاف المهتمين بحقوق الحيوانات حول العالم، في عام 2024، تعاونت مع إحدى مزارع الفراء لإعادة تأهيل 400 ثعلب وتأمين منازل مناسبة لها، وأنفقت قرابة مليون دولار جمعتها من التبرعات، وجولات الزوار، ومبيعات البضائع.
وثقت راينز جهودها من خلال قنواتها على مواقع التواصل، حيث تابعتها جماهير عريضة، أبرزها 2.4 مليون مشترك على يوتيوب، لكنها كانت واضحة مع متابعيها بشأن معاناتها النفسية، بما في ذلك اكتئابها.
ضغوطات العمل والتنمر
أكد زوجها إيثان فرانككامب، الذي ارتبط بها عام 2020، أن راينز واجهت ضغوطًا متراكمة تمثلت في أعباء العمل الإداري، وصراعات نفسية، وتعليقات سلبية عبر الإنترنت، مشيرًا إلى أن بعض هذه الهجمات جاءت من أشخاص في نفس مجال العمل بدافع الغيرة.
نشرت مؤسسات إنقاذ أخرى، منها محمية "كي جيه فارمز" في كارولاينا الجنوبية، بيانات تضامن، منتقدة الحكم السريع من بعض العاملين في المجال نفسه، والذين ساهموا في تأزيم حالتها، وصفوا معاناتها بأنها نتيجة لبيئة إنقاذ تفتقر إلى الدعم الكافي.
وأنقذت راينز، إلى جانب الثعالب، أنواعًا عديدة من الحيوانات منها المنك، والقيوط، والسناجب، والسلاحف، والخيول، حرصت على التعامل مع كل حالة بإحساس عميق، حتى لو كلفها الأمر التخلي عن حاجاتها الأساسية من نوم وطعام واستراحة.
وقال فرانككامب، في فيديو نُشر بعد وفاتها، إنها كانت مستعدة دائمًا لتقديم حياتها من أجل إنقاذ أي حيوان محتاج، وأوضح أنها كانت تعاني من اضطرابات في الصحة النفسية، حاولت علاجها بطرق مختلفة، لكن دون جدوى.
دعوة للرحمة والتفاهم
دعا السيد فرانككامب، الذي يعتزم مواصلة مهمة الإنقاذ، إلى مزيد من الرحمة والتفهم على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلًا: "كل شخص يعاني بطريقة ما، حتى إن لم تظهر عليه العلامات.. قليل من التعاطف قد يُنقذ حياة".
تركت السيدة راينز وراءها زوجها، وابنتها الصغيرة فريا، ووالدتها، إلى جانب إرث من العمل الإنساني في مجال إنقاذ الحيوانات، وذكرى محفورة في قلوب من تابعوها وآمنوا برسالتها.