عائلات سورية تبكي أبناءها.. مشاهد الهجوم على الكنيسة تعيد إلى الأذهان أيام الحرب

عائلات سورية تبكي أبناءها.. مشاهد الهجوم على الكنيسة تعيد إلى الأذهان أيام الحرب
آثار الحادث داخل الكنيسة

ركضت أم جورج باتجاه كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة الدمشقي، تجهش بالبكاء، باحثة عن ابنها الذي كان داخل الكنيسة خلال القداس، عبثاً توسلت لعناصر الأمن لتسمح لها بدخول المكان المدمر، تلفظ اسم ابنها وتفحص عيناها كل الوجوه الخارجة من موقع الكارثة.

قالت بصوت متهدج -وفقاً لوكالة فرانس برس- "كان يصلي بالداخل.. اتصلت به وهاتفه مغلق، أخاف ألا أسمع صوته مجدداً".

عشرات القتلى والجرحى

استهدَف انتحاري يتبع لتنظيم داعش كنيسة مار إلياس خلال احتشاد المصلين في قداس يوم الأحد.

أطلق النار ثم فجّر نفسه داخل الكنيسة، ما أسفر عن مقتل 22 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 50 آخرين، بحسب وزارة الداخلية السورية في حصيلة غير نهائية.

كان الانفجار قوياً لدرجة أن النوافذ تهشّمت بالكامل، وسقطت الثريا الضخمة من السقف، وانهار المذبح الخشبي وسط تناثر المقاعد والأيقونات والأشلاء.

ناجون رووا الرعب لحظة بلحظة

لورانس معماري، أحد المصلين الذين نجوا من الحادث، قال: "دخل الرجل ومعه سلاح وبدأ يصرخ ويطلق النار، حاول بعض الشبان منعه، لكنه فجّر نفسه".

ساعد لورانس على نقل الجرحى والضحايا قبل وصول الإسعاف، واصفاً ما حدث بأنه "مشهد لا يُنسى".

وزياد حلو، صاحب متجر لحوم مقابل الكنيسة، قال: "سمعنا إطلاق نار، ثم انفجار ضخم تطاير معه زجاج المحل علينا.. ظننا أننا عدنا إلى أيام الحرب".

تطايرت أجزاء من مقاعد الكنيسة حتى الشارع، في حين انبطح السكان من شدة الهلع قبل أن يخرجوا ويسهموا في نقل المصابين.

صدمة وهواجس من الفتنة

يُعد هذا الهجوم الأول من نوعه منذ بدء النزاع السوري في 2011 داخل كنيسة، رغم تعرض محيط عدد منها سابقاً لهجمات.

ويأتي في وقت حساس، بعد تولي السلطة الانتقالية الجديدة في ديسمبر الماضي، والتي وعدت مراراً بحماية الأقليات وإشراكها في المرحلة المقبلة.

لكن هذا التفجير يثير القلق من عودة أعمال العنف الطائفي إلى سوريا، ويعيد إلى الأذهان أياماً حاول السوريون طيّ صفحتها.

تهديدات وهجمات متكررة

منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، تعرضت الأقليات، ومنها الطائفة المسيحية، لتهديدات وهجمات متكررة من قبل جماعات متطرفة، على رأسها تنظيم داعش.

ويُقدّر أن عدد المسيحيين في سوريا تراجع من نحو مليون قبل الحرب إلى أقل من 300 ألف اليوم، بسبب الهجرة والنزوح.

الهجوم على كنيسة مار إلياس يعيد تسليط الضوء على التحديات الأمنية الحادة أمام السلطة الجديدة في دمشق، في وقت تسعى فيه لإعادة بناء الثقة مع مكونات المجتمع السوري كافة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية

OSZAR »