منظمات يهودية في أمريكا ترفض استراتيجية ترامب لمكافحة معاداة السامية
منظمات يهودية في أمريكا ترفض استراتيجية ترامب لمكافحة معاداة السامية
عبّرت منظمات يهودية أمريكية عن قلقها العميق من تصاعد حوادث معاداة السامية، لكنها رفضت بشدة الطريقة التي تعتمدها إدارة الرئيس دونالد ترامب في معالجتها، خاصةً عبر ما يُعرف بـ"مشروع إستير"، الذي يربط الحراك المؤيد للفلسطينيين بالإرهاب، ويقترح عقوبات جماعية تطول طلابًا وجامعات ومؤسسات مدنية.
زجاجات حارقة ومخاوف مشروعة
وفق تقرير نشرته وكالة “فرانس برس”، السبت، سجّلت الأسابيع الماضية هجمات مقلقة استهدفت رموزًا يهودية في الولايات المتحدة، شملت الاعتداء على موظفين في السفارة الإسرائيلية بواشنطن، وإلقاء زجاجات حارقة على تجمّع داعم لإعادة الرهائن من غزة في كولورادو، إلى جانب توترات حادة في الجامعات.
كشف مركز "هيريتدج فاونديشن" المحافظ، المقرب من تيار "ماغا"، عن "مشروع إستير"، الذي يقدّم إستراتيجية فيدرالية صارمة لمواجهة معاداة السامية، ويقترح المشروع: تفكيك المنظمات المؤيدة للفلسطينيين، وإقالة أساتذة جامعيين، وطرد طلاب أجانب، ووقف تمويل الجامعات المتهمة بـ"التساهل مع معاداة الصهيونية"
رفضت عشرات المنظمات اليهودية هذه السياسات، ووصفتها بأنها "تسييس خطر لمسألة معاداة السامية"، وقالت ستيفاني فوكس، مديرة "جويش فويس فور بيس": "هذا المشروع لا يستند إلى واقع، بل هو هذيان سياسي يرمي لتقويض الحريات وشيطنة التضامن مع الفلسطينيين".
استطلاعات تكشف الانقسام
أظهر استطلاع أجراه مركز "Jewish Voters Resource Center" أن 64% من اليهود الأمريكيين يعارضون نهج الرئيس دونالد ترامب في مكافحة معاداة السامية، رغم قلق 89% منهم من تصاعدها.
وقال كيفن راشلين من مشروع "نيكسوس"، إن استهداف التعليم العالي لحماية اليهود "عبثي بالكامل"، مشددًا على أن اليهود الأميركيين يشعرون بالأمان عندما يتحالفون مع أقليات أخرى، لا عندما يُعزلون.
حذر الناشطون من أن إستراتيجية ترامب تغفل عن معاداة السامية في صفوف أقصى اليمين، وتركز بدلًا من ذلك على إسكات المعارضين السياسيين، وقال الصحافي إريك ألترمان: "ترامب لا يحمي اليهود. بل يسخّر معاناتهم لتقويض حرية التعبير".
خيار زائف: الأمن مقابل الديمقراطية
انتقدت عشر منظمات يهودية بارزة ما وصفته بـ"الخيار الزائف" بين أمن اليهود والديمقراطية، معتبرة أن الهجوم على الجامعات والإعلام والقضاء يقوّض القيم التي وفّرت لليهود الأمريكيين حقوقًا لا مثيل لها في تاريخهم الحديث.
وقال الحاخام ديفيد سابرستين: "من المفارقة أن يُهاجِم البعض الهيئات الديمقراطية التي مكّنت اليهود من الاندماج والنجاح في هذا البلد".
مشروع إستير ومناخ الحريات في أمريكا
أُعلن عن "مشروع إستير" في أكتوبر 2024 من قِبل مؤسسة "هيريتدج"، في إطار خطة شاملة لإعادة هيكلة الدولة الأمريكية ضمن ما يُعرف بـ"مشروع 2025"، المرتبط بحملة دونالد ترامب خلال الانتخابات الرئاسية آنذاك، ويواجه المشروع انتقادات من جماعات حقوقية ودستورية، لتعارضه مع مبدأ استقلال الجامعات وحرية التعبير، وإسقاطه السياسي على الجاليات المؤيدة لحقوق الفلسطينيين، بما في ذلك العديد من اليهود أنفسهم.