غوتيريش يدين قتل المدنيين الجائعين في غزة ويدعو لمحاسبة المسؤولين
غوتيريش يدين قتل المدنيين الجائعين في غزة ويدعو لمحاسبة المسؤولين
أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشدة مقتل وإصابة فلسطينيين خلال محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية في قطاع غزة، مؤكداً أن ما يجري "غير مقبول" ويستدعي "تحقيقاً فورياً ومستقلاً" ومحاسبة المسؤولين عن هذه المجازر.
دعوة للمحاسبة والتحقيق
قال غوتيريش، في بيان صادر عن مكتبه، اليوم الاثنين، إنه "يشعر بالجزع إزاء التقارير التي تفيد باستشهاد وإصابة فلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول إلى مساعدات إنسانية في غزة"، مضيفًا: "من غير المقبول أن يخاطر الفلسطينيون بحياتهم من أجل الغذاء".
وأكد أن على إسرائيل التزامات قانونية واضحة بموجب القانون الدولي الإنساني، مشدداً على ضرورة السماح بدخول المساعدات دون عوائق، والسماح لفرق الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بالعمل بأمان واحترام كامل للمبادئ الإنسانية.
استمرار المجازر عند مراكز الإغاثة
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الاثنين، ارتفاع عدد الشهداء في المجازر المرتكبة قرب مراكز توزيع المساعدات إلى 75 شهيدًا وأكثر من 400 جريح منذ 27 مايو، وذكرت الوزارة أن المجازر وقعت في "مناطق عازلة" خاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية جنوب القطاع، حيث تطلق قوات الاحتلال النار على حشود المدنيين الذين يتدافعون للحصول على الغذاء وسط المجاعة.
في السياق ذاته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن قوات الجيش الإسرائيلي ارتكبت جريمة جديدة صباح الاثنين بقتل ثلاثة مدنيين جائعين وإصابة 35 آخرين خلال محاولتهم الوصول إلى المساعدات في مدينة رفح، واصفًا ما يجري بأنه "استمرار لسياسة التجويع والاستهداف الممنهج للمدنيين منذ أكثر من 90 يوماً".
"مساعدات مشبوهة"
بدأت إسرائيل في 27 مايو تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي كيان ترفضه الأمم المتحدة وتتهمه بالتواطؤ، وتديره جهات إسرائيلية وأمريكية، وتسمح إسرائيل فقط لهذه المؤسسة بتوزيع مساعدات شحيحة في مناطق محددة جنوب القطاع، وسط اتهامات باستخدام هذه السياسة كأداة لتهجير المدنيين من شمال غزة بالقوة.
وتُطلق القوات الإسرائيلية النار بانتظام على الحشود المتجمعة قرب شاحنات الإغاثة، ما يؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا يوميًا، بحسب تقارير طبية وشهود عيان.
وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن
جدد غوتيريش دعوته إلى وقف "فوري ودائم ومستدام" لإطلاق النار، وإلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، مشددًا على أن "الحل العسكري للصراع غير ممكن، والطريق الوحيد نحو الأمن والسلام هو العودة إلى التفاوض واحترام القانون الدولي".
منذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمّرة على قطاع غزة بدعم أمريكي، خلّفت حتى الآن أكثر من 178 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ودمار شبه كامل للبنية التحتية. وتشير تقارير دولية إلى أن المجاعة المتفاقمة في القطاع أدت إلى وفاة العديد من الأطفال، وسط انهيار شبه تام للمنظومة الصحية، وتجاهل إسرائيلي متواصل لأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الأعمال العدائية.